مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا لرئيس شبكة الإعلام العراقي، كريم حمادي، نص على أن المذيعة آن صلاح تحولت من إعلامية إلى فاشنستا، وهي الآن تعمل في إذاعة العراقية بعيدًا عن الشاشة.
الحقائق
الخبر غير صحيح، إذ لم يدل رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي بأي تصريح حول معاقبة مقدمة البرامج آن صلاح، ومنعها من الظهور على الشاشة ونقلها إلى الإذاعة، ولم ينشر أي بيان أو تعليق بشأنها عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حسابات شبكة الإعلام وموقع الشبكة الإلكتروني.1
لكن مقدمة البرامج أنّ صلاح ردت على اتهامات طالتها دون ذكر من أدلى بها، مبدية استغرابها من اتهامها بـ الابتزاز، والشائعات عن تحولها لفاشينيستا، مبينة أنّ تلك المعلومات لو كانت صحيحة لصدر قرار بفصلها من العمل.
ونشرت صلاح مؤخرًا، مقطع فيديو قالت فيه: كعدت الصبح أريد أروح للدوام باعتباري طالبة ماجستير إعلام، لكيتني فاشينيستا ومرتبطة بشبكات ابتزاز، إذا أنا كنت مرتبطة بشبكات إبتزاز وعدكم دليل واحد على هذا الموضوع كان الأولى اطردوني مو تنقلوني، لأن أنا الآن باقية في شبكة الإعلام بس نقلتوني، لأن هذا مخالف لقوانين انضباط موظفي الدولة.
وأضافت، إذا أني فاشينيستا هسة اكتشفتوا. أنا من دخلت للعراقية أنا بنية سافرة ومهتمة بالأزياء وهذه الأشياء، هسة اكتشتفتوا ورا المنشور. حاربوا بس حاربوا بذكاء مو بغباء، لأن الناس تفتهم مو أغبياء ويصدكون هذا الحجي كله صار ورا البوست.2
قصة آن مع رئيس شبكة الإعلام العراقي؟
تعود القصة إلى يوم الخميس الماضي 29 مارس 2024، حيث أعلنت مقدمة برنامج جلگة على قناة العراقية، تلقيها قرار منع من الظهور على شاشة تلفزيون العراقية بشكل نهائي إثر انتقادها غلاء المعيشة في العراق. وأكّدت صلاح عبر حسابها الشخصي، أنّ رئيس الشبكة كريم حمادي عرضها لـ التحقيق والمعاقبة، ومنعها من الظهور على الشاشة، وأصدر قرارًا بنقلها إلى الإذاعة، بعد 24 ساعة من نشرها ستوري على إنستغرام، ينتقد غلاء الأسعار، وقالت تعليقًا على ذلك: لن أتنازل عن صوتي ولن أساوم على رأيي.3
وكان مجلس النواب، قد صوت في 10 مارس الماضي، على إعفاء نبيل جاسم، من رئاسة شبكة الإعلام العراقي، بعد استجوابه بأيام من قبل النائب رائد المالكي.4
وبعد 3 أيام من إعفاء جاسم، كلف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مدير الأخبار في القناة كريم حمادي بمهام إدارة الشبكة.5
وفي 19 مارس 2024، باشر رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، مهام عمله رسميًا، وتعهد في اليوم الأول، بـ إيجاد الحلول العاجلة لجميع مشكلات الموظفين، وتحفيزهم لتقديم الأفضل في جميع مفاصلها المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية. 6
ولم يصدر عن شبكة الإعلام العراقي، أي بيان أو تعليق بشأن قضية مقدمة البرامج آن صلاح، حتى لحظة كتابة هذا التوضيح.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لناشطة سويدية تمزق نسخة من المصحف، وادعت أنّ ما أقدمت عليه الناشطة وقع بعد ترحيل سلوان موميكا من السويد للنرويج.
الحقيقة:
الصور مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنّ صور المتداولة قديمة تعود للناشطة ، أثناء تمزيق نسخة من القرآن، في شهر أكتوبر من عام 2023، وليس بعد ترحيل سلوان موميكا إلى النرويج.
والتقطت الصور في 12 أكتوبر 2023، في ساحة مينتور غيت، أمام البرلمان السويدي بمدينة ستوكهولم تحديدًا، لناشطة تدعى جايد ساندبرغ، والتي أقدمت على حرق نسخة من المصحف، ودعت إلى حظر الإسلام في الاتحاد الأوروبي1، كما قامت بحرق القرآن مرة أخرى في ميدان أودنبلان بمدينة ستوكهولم مطلع شهر فبراير الماضي.2
وجايد ساندبرغ، 48 عامًا، هي كاهنة سويدية سابقة في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية العامة، وسبق أن أحرقت القرآن في مناسبات عدة، وخططت لمواعيد أخرى من أجل ذات الفعل. وعن دوافعها لحرق القرآن تقول إنّ الإسلام والإسلاموية والجهادية لا يمكن تمييزها، وتتعارض مع القيم السويدية المتجذرة في المسيحية والكتاب المقدس.3
فيما تزامن نشر الصور مع أنباء جرى تداولها بشكل واسع عن مقتل اللاجئ العراق سلوان موميكا، بعد ترحيله إلى النرويج، وهو ما نفته الصحف النرويجية بالاستناد إلى معلومات من دائرة الهجرة.4
موميكا كان انتقل مؤخرًا إلى الدنمارك بعد ترحيله من السويد، على خلفية إلغاء سلطات الهجرة السويدية تصريح إقامته في أكتوبر 2023، نتيجة تقديمه معلومات غير صحيحة بشأن طلبه للجوء.5
كما قررت سلطات الهجرة السويدية ترحيله إلى العراق، لكنها علقت القرار لأسباب تتعلق بمخاطر محتملة على حياته، وهو ما أثار حفيظة موميكا الذي قال تعليقًا على القرار: أنا في طريقي إلى النرويج. السويد لا تقبل إلاّ الإرهابيين الذين يُمنحون حق اللجوء والحماية، بينما يتم طرد الفلاسفة والمفكرين.5
وكان موميكا أقدم على حرق القرآن أول مرة في يونيو 2023، ومن ثم كرر الفعل مرات عدة أمام البرلمان السويدي وبموافقة قوات الأمن، مما أثار استياءً وغضبًا دوليًا وإقليميًا، وتسبب بإحراج للسلطات السويدية.6