Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
قال عدي عواد، النائب عن كتلة صادقون، خلال برنامج تجيك السالفة الذي يعرض على قناة الرشيد، دقيقة 33 أحنا بالبصرة حتى مركز سرطان ماعدنا.
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ تضم البصرة مركزًا حكوميًا لأورام السرطان، إضافة إلى مركز خاص بالطب النووي، ومستشفى الطفل الذي يضم قسمًا خاصًا لمعالجة أمراض السرطان لدى الأطفال، فيما تعمل العتبة الحسينية على تشييد مستشفى متكامل لعلاج مرضى السرطان في البصرة.
ويستقبل مركز الأورام السرطانية في مستشفى الصدر التعليمي وسط مدينة البصرة، آلاف المصابين بمرض السرطان سنويًا، ويجري أكثر من 1000 فحص مختبري يوميًا، ويضم مستشفى الطفل التخصصي المعني باستقبال الأطفال المصابين بالسرطان، كما يشير الموقع الرسمي لدائرة صحة البصرة.1
وبحسب موقع دائرة الصحة أيضًا، تضم البصرة أكبر مركز للطب النووي في المنطقة الجنوبية، وهو مملوك لدائرة صحة المحافظة، ويعرف بـ مركز البصرة للطب النووي.2
كما تضم البصرة مركزًا متكاملًا في شارع الوطن وسط المحافظة، يعرف بـ مركز الكوثر للطب النووي، وهو من المشاريع الاستثمارية في المحافظة، ويعد من أهم مراكز علاج الأورام السرطانية في جنوب العراق. شيد المركز بالتعاون مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، وبتصريحٍ من وزارة الصحة ووزارةِ البيئة وهيئة الاستثمار والهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المُشعة، ولأهمية المركز قصَّ شريط الافتتاح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 26 ديسمبر 2023.3
والمركز الذي افتتح بتمويل من وزارة الصحة وهيئة استثمار البصرة، بكلفة 8.5 ملايين دولار، يقدم خدمات في مجال الطب النووي، كتشخيص السرطان والأمراض الأخرى وعلاجها باستخدام تقنيات التصوير الطبي النووي، بالإضافة إلى إجراء الأبحاث العلمية في مجال الطب النووي 4
أما أبرز المراكز الخاصة لعلاج الأورام السرطانية في محافظة البصرة، فيتمثل بمشروع مستشفى وارث التابع للعتبة الحسينية، والذي بلغت نسبة إنجازه 95، وتم تشييده على مساحة كلية تبلغ 20 ألف متر مربع، ويضم المبنى الرئيسي، والمبنى الخدمي، والمبنى الخاص بسكن الأطباء، ومبنى خاصًا لمرافقي المرضى، وموقفًا للسيارات، وكان من المؤمل افتتاحه مطلع العام الجاري، لكن لم يعلن حتى الآن عن افتتاحه.5
وفي فبراير الماضي، قال مدير صحة البصرة عباس التميمي، إنّ المحافظة تضم 100 سرير لعلاج مرضى السرطان البالغين، وأسرة إعطاء العلاج اليومي للمرضى البالغين والصغار، مشيرًا إلى قرب نصب جهاز متقدم للكشف عن أمراض السرطان، والعمل على استحداث مركز أورام في شمال البصرة، بالاتفاق مع شركة نفط البصرة.6
كما قال إنّ الدائرة نجحت بتوفير 90 من الأدوية السرطانية، وافتتاح استشارية مركز الأورام ومركز أمراض الدم في مستشفى السياب وتوسعة ردهات مستشفى الطفل.7
وعادة لا تنشر وزارة الصحة ودائرة صحة المحافظات أي بيانات عن عدد المصابين بالسرطان في المحافظة، لكن الإصابات تتجاوز 9 آلاف حالة سنوية، وفق بيانات مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، والتي تستند إلى إحصائيات خاصة بالأعوام 2018 2020.8
ويرجع مختصون أسباب ارتفاع معدلات الإصابات بالأمراض السرطانية في البصرة، إلى ارتفاع نسبة التلوث في المحافظة، نتيجة الانبعاثات التي تصاحب عمليات استخراج النفط من المحافظة، إذ أنّ المجتمعات التي تعيش قرب حقول النفط، حيث يحرق الغاز في الهواء الطلق، تكون معرضة أكثر إلى خطر الإصابة بسرطان الدم.9
تداولت منصات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا منسوبًا للفنانة هدى حسين، نصه: ليس ذنبي أن أكون عراقية الأصل ولكني كويتية!، وادعى بعضها أنّ التصريح صدر إثر سحب الجنسبة الكويتية عنها، ما أثار تفاعلاً غاضبًا وتعليقات هاجمت الفنانة.
الحقائق
الخبر مضلل، إذ أنّ الفنانة هدى حسين لم تدل بتصريح جديد حول أصولها العراقية، كما أنّها لا تحمل الجنسية الكويتية.
ويظهر البحث أنّ تصريح هدى حسين الوحيد بهذا الصدد، يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حين تحدثت إلى برنامج تلفزيوني كان يبث عبر قناة ، عن معاناتها بعد الغزو العراقي للكويت.1
وأعيد نشر اللقاء عبر منصة يوتيوب قبل 14 عامًا، بعنوان: هدى حسين: ليس ذنبي ان اكون عراقيه ولكني كويتيه، وفي وصف الفيديو كتب الناشر: هدى حسين تتكلم عن معاناتها مع الغزو العراقي الغاشم للكويت في لقاء على انهالت عليه اتصالات من الشعب الكويتي يطالبونها بالعودة.1
وقالت هدى حسين خلال اللقاء: ما أتصور أنا سويت شي حتى أنحرم من ديرتي ومن وطني وبلدي اللي أنا نشأت فيه، فأنا ماسويت شي ولا أنا أخطأت بشي، ولا ذنبي أن أكون عراقية الأصل، أنا عراقية الجنسية كما يقولون، لكن أنا كويتية النشأة، روحي كياني عقلي كل الخير اللي أنا أتمتع فيه كويتي. وأضافت أنا لا أنكر دور قطر بعد الظروف اللي مريت فيها، فتحت لي يدينها وساعدتني ووكفت معاي، لمن وكفت على حيلي أنا وأخواني كله بدعم المسؤولين في قطر، وهيئوا لي كل الظروف.
وبالبحث أكثر، يظهر أنّ هدى حسين كانت تتحدث عبر برنامج تلفزيوني كان يبث في عام 1996، ويحمل اسم ادلل عيني 2، أثناء فترة إقامتها في قطر.
وفي ذات الحلقة من البرنامج، تتلقى حسين اتصالاً من الفنان الراحل علي المفيدي يخبرها بأنهم في الكويت اشتاقوا لها، مع مطالبة السلطات الكويتية بالتراجع عن قرار منعها من العودة إلى الكويت.3
وفي لقاء سابق للفنانة هدى حسين، أكدت أنها بقيت بعيدة عن الكويت بحدود 9 سنوات بعد الغزو، في قطر، قبل أن يتم السماح لها بالعودة إلى الكويت.4
وبمراجعة حسابات هدى حسين على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أنها لم تنشر أي تصريح أو منشور عن قضية جنسيتها وأصولها العراقية 5، لكنها تلقت رغم ذلك تعليقات هاجمتها بداعي عدم الاعتزاز بأصولها العراقية، بالتزامن مع إعادة نشر التصريح القديم.
كما أنّ الفنانة هدى حسين لا تحمل الجنسية الكويتية، وسبق أن أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا عام 2022، عندما طالب زميلها الفنان طارق العلي بتجنيسها تحت بند الأعمال الجليلة. وهاجم كويتيون حينها الفنان طارق العلي، بل طالب بعضهم بتجريده من الجنسية الكويتية إثر هذه المطالبة.7
ويستذكر الفنان طارق العلي مواقف الفنانة هدى حسين خلال فترة الغزو العراقي للكويت، حيث استعرض موقفها بمشاركة الفنانين الكويتين في قطر بمسرحية تندد بالغزو، ما عرضها للمضايقة.8
وفي العام الماضي 2023، قالت الإعلامية فجر السعيد في موقف مشرتك مع الفنان طارق العلي، إنّ هدى حسين كويتية، بناءً على مواقفها خلال الغزو وتمسكها بالكويت وعودتها مع باقي الفنانين للكويت.9
والفنانة هدى حسين من مواليد الكويت 1965 من أبوين عراقيين، حيث كانت أسرتها تعيش متنقلة ما بين العراق والكويت. بدأ مشوراها الفني بعمر 4 سنوات، حيث شاركت في برنامج نوادر جحا، وأول أعمالها التلفزيونية مسلسل حبابة، فيما لعبت دورًا مهمًا بتأسيس مسرح الطفل في الكويت. 10
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لناشطة سويدية تمزق نسخة من المصحف، وادعت أنّ ما أقدمت عليه الناشطة وقع بعد ترحيل سلوان موميكا من السويد للنرويج.
الحقيقة:
الصور مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنّ صور المتداولة قديمة تعود للناشطة ، أثناء تمزيق نسخة من القرآن، في شهر أكتوبر من عام 2023، وليس بعد ترحيل سلوان موميكا إلى النرويج.
والتقطت الصور في 12 أكتوبر 2023، في ساحة مينتور غيت، أمام البرلمان السويدي بمدينة ستوكهولم تحديدًا، لناشطة تدعى جايد ساندبرغ، والتي أقدمت على حرق نسخة من المصحف، ودعت إلى حظر الإسلام في الاتحاد الأوروبي1، كما قامت بحرق القرآن مرة أخرى في ميدان أودنبلان بمدينة ستوكهولم مطلع شهر فبراير الماضي.2
وجايد ساندبرغ، 48 عامًا، هي كاهنة سويدية سابقة في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية العامة، وسبق أن أحرقت القرآن في مناسبات عدة، وخططت لمواعيد أخرى من أجل ذات الفعل. وعن دوافعها لحرق القرآن تقول إنّ الإسلام والإسلاموية والجهادية لا يمكن تمييزها، وتتعارض مع القيم السويدية المتجذرة في المسيحية والكتاب المقدس.3
فيما تزامن نشر الصور مع أنباء جرى تداولها بشكل واسع عن مقتل اللاجئ العراق سلوان موميكا، بعد ترحيله إلى النرويج، وهو ما نفته الصحف النرويجية بالاستناد إلى معلومات من دائرة الهجرة.4
موميكا كان انتقل مؤخرًا إلى الدنمارك بعد ترحيله من السويد، على خلفية إلغاء سلطات الهجرة السويدية تصريح إقامته في أكتوبر 2023، نتيجة تقديمه معلومات غير صحيحة بشأن طلبه للجوء.5
كما قررت سلطات الهجرة السويدية ترحيله إلى العراق، لكنها علقت القرار لأسباب تتعلق بمخاطر محتملة على حياته، وهو ما أثار حفيظة موميكا الذي قال تعليقًا على القرار: أنا في طريقي إلى النرويج. السويد لا تقبل إلاّ الإرهابيين الذين يُمنحون حق اللجوء والحماية، بينما يتم طرد الفلاسفة والمفكرين.5
وكان موميكا أقدم على حرق القرآن أول مرة في يونيو 2023، ومن ثم كرر الفعل مرات عدة أمام البرلمان السويدي وبموافقة قوات الأمن، مما أثار استياءً وغضبًا دوليًا وإقليميًا، وتسبب بإحراج للسلطات السويدية.6
في الساعات القليلة الماضية تردد على نطاق واسع اسم قرية الدولاب التي تبعد نحو 6 كيلومترات إلى جنوب شرق مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، مع ادعاءات وتحذيرات من كارثة نووية، بعد اكتشاف تلوث إشعاعي فيها. ورغم أن الجهات الرسمية قد سارعت إلى إعلان السيطرة عليه، إلا أن الشكوك لا تزال سائدة وتنتشر، جنبًا إلى جنب مع الشائعات والادعاءات حول الحادثة ومن يقف وراءها.
تحرى صحيح العراق القصة الحقيقية لحادثة التلوث الإشعاعي في قرية الدولاب، وأسبابه، وحقيقة الادعاءات حوله، استنادًا إلى وثيقة رسمية وتصريحات حصرية من مالك المنزل الذي حدث فيه التسرب الإشعاعي، إضافة إلى شهادات سكان من المنطقة ومسؤولين حكوميين.
ما هي طبيعة المادة المشعة؟
بدأت الحادثة برصد نشاط إشعاعي مرتفع جدًا في الجانب الغربي من القرية، قبل أكثر من 3 أشهر، من قبل إحدى فرق الهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة، أثناء فحص روتيني ضمن المنطقة. 1
واطلع صحيح العراق على وثيقة صادرة عن دائرة الصحة في بابل بتاريخ 11 يناير 2024، وتحقق من صحتها. وتتضمن الوثيقة إجابة على استفسار أرسله النائب حيدر المطيري في 7 يناير 2024، بشأن مصدر الإشعاع وبعض التفاصيل عن الواقعة 3
وفي نص الوثيقة المرقمة بـالعدد 48، تقر دائرة الصحة في بابل برصد تلوث بنظير السيزيوم137 4، وهي مادة تبعث أشعة جاما وأشعة بيتا في نفس الوقت، وتعتبر من النفايات المشعة السائلة الناجمة عن الانشطار النووي لليورانيوم235، وتستخدم في بعض الأجهزة الطبية وأجهزة القياس 5، كما أنها أحد المنتجات الثانوية لعمليات الانشطار النووي في المفاعلات النووية وتجارب الأسلحة النووية.
فيما قالت دائرة الصحة في حينها، إنّها أرسلت فريقًا من شعبة الطوارئ إلى الموقع، مؤكدة إرسال أفراد العائلة المعرضة للإشعاع إلى موقع التويثة للأبحاث النووية بـ عجلات الإسعاف لإجراء كافة الفحوصات المختبرية.
كما أكّدت مسح المنطقة وتحديد العوائل القريبة من منطقة التلوث، وتسجيل أسماء المواطنين المشتبه بتعرضهم إلى الإشعاع في قرية الدولاب، وقالت إنّها أرسلت فريقًا من قطاع الحلة الثاني لحث أفراد العوائل القريبة من منطقة التلوث على مراجعة مستشفى الإمام الصادق التعليمي لغرض إجراء الفحوصات اللازمة لهم.
ليست براميل منهوبة ولا ثلاجة أين تقع بؤرة الإشعاع؟
حدد صحيح العراق بؤرة التلوث باستخدام خرائط جوجل، وتقع داخل منزل على بعد أمتار قليلة من شط الحلة، قرب ملعب شعبي لكرة القدم ومقهى ومحل بقالة، ضمن حي صغير يضم نحو 150 منزلًا.2 2
يضم المنزل عائلة من نحو 10 أفراد، وتحيط به منازل أخرى لعدد من أشقاء وأقارب رب الأسرة، ويقدر عددهم بـ 5 عوائل.
تواصل صحيح العراق مع صاحب المنزل الذي وقع فيه التلوث الإشعاعي، ليؤكد في اتصال هاتفي سلامته وأفراد أسرته بناءً على نتائج الفحوصات التي جرت في موقع التويثة للأبحاث.
وقال مالك المنزل الذي يتحفظ صحيح العراق على نشر اسمه، إنّ المعلومات المتداولة عن انتشار المادة المشعة من براميل منهوبة في أحداث سقوط النظام السابق، غير صحيحة، ونفى أيضًا المعلومات التي عزت التلوث إلى جهاز تبريد الطعام ثلاجة مستوردة بالة.
وأوضح أنّ التلوث مرتبط بأطنان من التراب جرى استخدامها في ردم وتهيئة أساسات المنزل قبل نحو 10 سنوات.
وبحسب تصريحات صاحب المنزل، فإنّ مصدر التراب كان موقعًا لبيع مواد البناء سكلة، مشيرًا إلى أنّ مالك السكلة لم يقدم أي معلومات عن طريقة حصوله على هذا التراب.
وبيّن أنّ فريق هيئة السيطرة على الإشعاع رفع حتى الآن كميات كبيرة من التراب من منزله، وخزنها في 200 برميل على الأقل، وما زال العمل جاريًا.
لا تعليق من هيئة السيطرة على مصادر الإشعاع
من جانبها رفضت الهيئة العراقية للسيطرة على مصادر الإشعاع تقديم أي معلومات عن الواقعة، في المقال طلب المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام وقتًا للرجوع إلى المسؤولين في الهيئة قبل إعطاء أي تصريحات.
كما لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا حول التلوث الإشعاعي في قرية الدولاب، باستثناء رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل حسين الدهموشي.
الإشعاع الآن أقل بـ10 مرات
وكان الدهموشي قد أكّد في تصريحات مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، اطلاعه على موقع التلوث الإشعاعي. ووصف رئيس لجنة الصحة والبيئة في بابل الأمر بـالبسيط، قائلًا: هو عبارة عن تلوث إشعاعي لا يمتد إلى الشارع المقابل أو المنطقة المقابلة، مضيفًا أنّ الإشعاع كان مرتفعًا لدى رصده أول مرة قبل أشهر، لكن بعد البحث وإزالة طبقات من التربة وبعض حاجيات المنزل انخفض مستوى الإشعاع بنسبة 10 مرات أقل.
وقال الدهموشي أيضًانّ الفريق سيتوقف عن إزالة طبقات التربة حين الوصول إلى مستوى أمن من الإشعاع، وهو المستوى المقبول في أي مكان من الحلة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ الإشعاع ناجم عن مادة مشعة بسيطة، حالها حال المواد التي تستخدم لأغراض طبية، دون تحديدها.6
وفي توضيح آخر، أكّد الدهموشي، أنّ السبب الحقيقي ليس كما أشيع أنه بسبب حاويات تحتوي على بودر المادة المشعة، بل هو بسبب الأجهزة الكهربائية البالة التي تم استيرادها بعد 2003 دون رقابة.
التعتيم يربك سكان القرية
ويعمل فريق هيئة السيطرة على مصادر الإشعاع في الموقع منذ أكثر من 3 أشهر، وسط تعتيم رسمي، فيما قال شاهد عيان من سكان المنازل القريبة، لـصحيح العراق، إنّ الفريق يقيم في موقع قريب مستأجر.
وأبدى شاهد العيان استغرابه من التعتيم على نسب النشاط الإشعاعي في المنطقة، قائلًا إنّ هذا التعتيم سمح بترويج شائعات كبيرة حول المنطقة سيكون لها أثر سلبي كبير على السكان، من بينها انهيار أسعار المنازل، ورفض عوائل المناطق القريبة اقتران بناتهم بشبان قرية الدولاب، خشية الإصابة بالإشعاع، أو تداعيات محتملة مستقبلًا تهدد حياة الأجنة والأطفال.
فيما قالت طالبة جامعية تسكن على بعد منازل قليلة من الموقع الملوث لـصحيح العراق، إنّ القلق الأكبر يتمثل في خوف الأهالي من تلوث الأغذية بالإشعاع، بالنظر إلى الفترة الزمنية الطويلة التي تعرضت لها القرية لانبعاثات المادة المشعة، مبينًا أنّ بعض سكان المنطقة يربطون بين هذا التلوث وحالات إصابات بأمراض السرطان شخصت مؤخرًا بين بعض أهالي المنطقة.
السيزيوم يبقى في البيئة لسنوات عدة
يتسبب السيزيوم 137 في حال كانت نسب الإشعاع مرتفعة جدًا، بحروق، وقد يؤدي إلى الموت، ويمكن أن يلوث الماء والأغذية.7
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يبقى النظير المشع للسيزيوم في البيئة لسنوات عدة. ويمكن أن يؤدي التعرض لهذه المادة المشعة إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
وفي حال تناول أغذية ملوثة بالسيزيوم فإنه ينتشر في الجسم، ويتطلب طرحه مع البول فترة طويلة جدًا بالنظر إلى دورة حياته التي تبلغ 30 سنة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ تسرّب مواد مشعّة على إثر طارئة نووية أو إشعاعية، يحدث نشاطًا إشعاعيًا إضافيًا في الأغذية، وتشير إلى أنّ هذه المواد المشعة يمكن أن تترسب على سطح الأغذية مثل الخضروات أو الأعلاف الحيوانية، في حال تساقطت من الهواء أو وصلت عبر مياه الأمطار أو الثلوج، إذ تنتقل النويدات المشعة مع مرور الزمن عبر التربة إلى المحاصيل أو الحيوانات وتتراكم داخل الأغذية، كما يمكن أن تنجرف النويدات المشعة إلى الأنهار والبحيرات والبحر حيث يمكن أن تستقر في الأسماك والمأكولات البحرية.8
رغم ذلك، يقلل رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل، حسين الدهموشي، من خطورة نسب الإشعاع المسجلة في الموقع الملوث، إذ يقول إنها ليست بهذه الخطورة.
في الوقت ذاته قال الدهموشي إنه جاري العمل على خطة محلية لمسح الإشعاع في بابل، وإصدار قرار يلزم مديرية بيئة بابل بإعداد كشف لآلية متخصصة لكشف الإشعاع، لتجنب مخاطر تسرب مصادر التلوث الإشعاعي إلى مصانع الحديد والصلب، وبالتالي انتشارها في المنشآت والمباني والمنازل.9
أفادت وسائل إعلام محلية وأجنبية، خلال الأيام الأخيرة الماضية بإطلاق سراح المتهم بقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي في تموز يوليو 2020، وأثار خبر إطلاق سراح المتهم جدلًا واسعًا، حيث استرجع عدد من الصحفيين اعترافاته التي عرضت على القناة الرسمية.
صحيح العراق تتبع قصة اغتيال الهاشمي، واعترافات المتهم وصولًا لإسقاط التهم عنه وإطلاق سراحه.
اغتيال الهاشمي
في 6 تموز يوليو 2020، اعترض 3 مسلحين يقودون دراجة نارية سيارة الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، أمام منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد، وترجل أحدهم وفتح النار على الهاشمي، قبل أن ينزل من سيارته، بحسب ما أظهرته كاميرات المراقبة.1
إلقاء القبض على القاتل
بعد نحو عام على عملية الاغتيال، وبالتحديد في 16 تموز يوليو 2021، أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن القبض على قتلة الخبير الأمني هشام الهاشمي، وذلك في تدوينة على منصة أكس تويتر سابقًا، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.2
اعترافات المتهم
وفي ذات اليوم، بثت القناة الرسمية العراقية، اعترافات مقتضبة من دقيقتين و37 ثانية لشخص يدعى أحمد حمداوي عويد معارج الكناني، وهو ضابط برتبة ملازم أول في سلك الشرطة ومن مواليد 1985.
ويظهر الكناني، اعترافات مطابقة لفيديو عملية الاغتيال بمسدس شخصي، والذي انتشر بقوة في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، من دون أن يتطرق إلى الأسباب التي دفعته لارتكاب الجريمة أو الجهة التي ينتمون إليها، لافتًا إلى انطلاقه مع 3 أشخاص من منطقة البوعيثة، ومن ثم الوصول والتوقف عند ركن قريب على منزل الهاشمي، وقبل نزول الأخير، يضيف: توجهت نحوه فحاولت إطلاق النار من الغدارة، لكن توقفت ولم تعمل، فسحبت المسدس الخاص بي وأطلقت عليه 45 رصاصات من مسدسي الحكومي، وغادرت بالدراجة النارية.3
وقد عرضت القناة الرسمية العراقية، صورًا لمسدس المتهم، والذي أثبتت الأدلة الجنائية أنه نفس سلاح الجريمة.45
الحكم بالإعدام:
وبعد تأجيل المحاكمة عشرات المرات، بطلب من محامي المتهم، أصدر القضاء الحكم أخيرًا في 7 أيار مايو 2023، بإعدامه، عن جريمة الاغتيال، استنادًا لأحكام المادة الرابعة1 وبدلالة المادة الثانية1 3 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005.6
نقض الحكم وأسبابه
وفي 10 آب أغسطس 2023، قرر مجلس القضاء الأعلى في العراق، نقض قرار حكم الإعدام وإعادة القضية للتحقيق.7
وبررت المحكمة قرار النقض، بأن لجنة 29 لجنة أبو رغيف التي تشكلت خلال الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي من أجل مكافحة الفساد وتم حلها في 2022، وتولت التحقيق في القضية ليست لها صلاحيات قانونية للتحقيق في الجريمة.
وأوضح رئيس محكمة جنايات الرصافة القاضي ضياء الكناني، أن محكمة التمييز وبعد تدقيق الدعوى وقرار الحكم، قررت نقضه وإعادة الدعوى الى محكمة التحقيق المختصة، مبينًا أن محكمة التمييز كانت دقيقة جدًا في قرارها، والتفتت إلى شيء مهم ودقيق وهو أن الهيئة التحقيقية التي أجرت التحقيق مع المتهم، هي لجنة أبو رغيف التي سبق أن صدر قرار من المحكمة الاتحادية بعدم دستورية تشكيلها، لاسيما وأن المتهم طعن بهذه الجهة باستعمالها وسائل غير مشروعة معه عند التحقيق.8
ترحيب كتائب حـ.ز.ب الله
ورغم ردود الأفعال الغاضبة على نقض القرار من قبل أوساط إعلامية ومدنية، إلا أن كتائب حـ.ز.ب الله، المتهمة بالوقوف خلف جريمة الاغتيال، كون منطقة البوعيثة 9 التي انطلق منها المسلحون هي أحد معاقل الفصيل المسلح الذي سبق أن هاجمه الهاشمي، وانتقد عملياته، كانت المهنئ الوحيد بقرار القضاء بنقض قرار الإعدام.
وقال المسؤول العسكري للفصيل أبو علي العسكري، في بيان: مرة أخرى أثبت القضاء العراقي أنه مهني قوي، ولا يخضع للإملاءات الخارجية، ويتعين على الشعب العراقي شكره على موقفه الشجاع في نقضه كافة قرارات محكمة جنايات الرصافة، وإنصاف الملازم الأول أحمد الكناني ابن المؤسسة الأمنية في وزارة الداخلية، والذي اتهم قهراً بقتل المقبور المكنى بأبي هريرة والمسمى هشام الهاشميمن قبل لجنة أبو رغيف غير الدستورية، والمشكّلة في وقت حكومة الخسيس الكاظمي.9
إطلاق سرح غير معلن
إلا أنه وخلال الأسبوع الجاري، تناقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية أخبارًا شبه مؤكدة عن إطلاق سراح الكناني، بينها وكالة رويترز التي نقلت عن محام، قوله إن أحمد حمداوي، نفى جميع التهم الموجهة إليه، ووجد القضاة أنه لا يوجد أساس قانوني لتوجيه الاتهام إليه، وقرر القاضي إطلاق سراحه ما لم يكن مطلوبًا في قضية أخرى.10
عائلة الهاشمي خارج العراق وتخاف الطعن
وبحسب تقارير صحفية، فإن عائلة الهاشمي، تخشى العودة الى العراق وتقديم طعن ضد قرار الإفراج عن المدان الذي اعترف سابقًا بالجريمة، خشية الملاحقة من قبل فصائل مسلحة، خاصة وأن العائلة تعيش خارج البلاد منذ أشهر، بعد تعرضها لضغوطات وتهديدات كثيرة من أجل التنازل عن هذه القضية.
ونقلت مصادر لصحيفة العربي الجديد، أن المدان الكناني سافر خارج العراق بعد إطلاق سراحه، بينما تعمل جهات وشخصيات متنفذة من أجل عودته إلى عمله في وزارة الداخلية، كونه يحمل رتبة ملازم.11
خبراء قانون مستغربون من القرار
وللوقوف على حيثيات إطلاق سراح المدان الكناني، تواصل صحيح العراق مع خبيرين قانونيين فضلا عدم الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، حيث قال أحدهما إن إطلاق سراح المتهم باغتيال الهاشمي فضيحة مكتملة الأركان، إذ أظهرت الأدلة الجنائية تطابق الظروف الجرمية مع المسدس الحكومي للمتهم، وهو مسدس نوع كلوك مرقم 294، والأمر الآخر أن المتهم أدلى باعترافات مفصلة ومترابطة، ولا يمكن إهمالها، على عكس الاعترافات التي تكون تحت التعذيب غير مترابطة وغير مفصلة، معبرًا عن استغرابه من إهمال هذه الأدلة.
وبشأن تعرض المتهم للتعذيب أو كانت اللجنة التي حققت معه غير قانونية، أوضح الخبير الآخر، أن ظروف التحقيق لا تسقط الأدلة، إذ يجب عرض الأدلة والاعترافات السابقة والتحقق منها من جديد، وليس إسقاطها، حيث لا يمكن تجاهل الأدلة الجرمية والتفاصيل في إعادة التحقيقات.
وأشكل الخبير على عدم صدور بيان أو توضيح أو نص قرار الإفراج من قبل القضاء، مشيرًا إلى أن ذلك يضع علامة استفهام كبيرة حول حيادية المحكمة وقانونية القرار.
وعن إمكانية إعادة محاكمة المتهم بعد الإفراج عنه، أفاد الخبير، بأنه لا يمكن إعادة المحاكمة إلا في حال ظهور أدلة جديدة لفتح القضية، موضحًا، أن من يقدم تلك الأدلة هو المطالب بالحق الشخصي وهم عائلته، عدا ذلك لا يمكن إعادة المحاكمة، كون الأدلة التي عرضت تم ردها.
من هو هشام الهاشمي؟
وُلد هشام الهاشمي في عائلة شيعية لكنه تحول إلى الإسلام السني في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ثم انضم إلى الحركة الجهادية في الفلوجة، ثم اعتقلته القوات الأمريكية خلال حرب احتلال العراق، ليمضي ثلاث سنوات في السجن أقام خلالها علاقات مهمة مع الحركة الجهادية والمتشددين السنة، وشاب عملية إطلاق سراحه من السجن كثير من الغموض، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنه أبرم صفقة مع الحكومة العراقية، لم تتضح تفاصيلها، لكن الهاشمي بدأ، بعد فترة وجيزة بمساعدة العراقيين والأمريكيين بمعلومات استخبارية عن معظم الشبكات الجهادية في العراق، فيما ينسب المقربون منه دورًا حيويًا له في إضعاف تنظيم د.ا.عش ما أدى إلى تلقيه تهديدات لا حصر لها بالقتل
بعد أن كان المشتبه في قتله هو التنظيم، إلا أنه سرعان ما تحولت أصابع الاتهام نحو عدو آخر، وهو التنظيمات الشيعية المسلحة التي كانت له معها علاقة معقدة، ففي البداية، اعتبر الهاشمي مقاتليها أبطالاً، بعد أن انهار الجيش أمام احتلال التنظيم، لكن مع تنامي قوة الحركات المسلحة الشيعية، بدأ الهاشمي بانتقادهم قائلًا إنهم يستخدمون الحرب ضد تنظيم د.ا.عش مطية للاستيلاء على الأراضي وتعزيز مكانتهم في الحكومة، وقبل اغتياله بخمسة أيام، قام بنشر تقرير كشف فيه عن تفاصيل شملت التسلسل القيادي لإحدى أقوى تلك الجماعات، وهي كتائب حـ.ز.ب الله، وقبل ذلك، كان أيضًا قد غرد باسم أحد قادتها.12