مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نشرت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك صفحات قنوات تلفزيونية خبرًا نسبته إلى ما وصفته بـتقارير مختصة، جاء فيه أن النساء أكثر مهارة في قيادة السيارات من الرجال بالتحديد في الشرق الأوسط.
حقائق:
مثل هذه الادعاءات مضللة لأن المقارنة بين جودة قيادة الرجل والمرأة تحتاج إلى دراسات وإحصائيات وأرقام واضحة لكل دولة في الشرق الأوسط، في حين لا توجد دراسة حديثة تؤكد ما تم تداوله والدراسات التي أجريت اقتصرت على عينات من دول محددة.
وأحدث ما أجري في الشرق الأوسط في هذا الصدد، كان استطلاعٌ للرأي أجري عام 2021 في الإمارات. توصلت نتائجه إلى أن الحوادث المرورية التي ترتكبها النساء في الإمارات أقل من الحوادث المرورية التي يتورط فيها الرجال. 1
في المقابل لا توجد دراسات أو استطلاعات رأي أخرى، وإنما تقارير صحفية تنقل عادة عن دراسات أجنبية، العينات التي تشملها عادة ما تكون في إطار دول بعينها. 2
هناك العديد من الدراسات غير العربية التي أجريت للمقارنة بين قيادة المرأة وقيادة الرجل، تختلف إحصائياتها التفصيلية لصالح النساء والرجال.
على سبيل المثال أجرت جامعة بوخوم الألمانية دراسة في 2010 وجدت أن النساء أسوأ في ركن السيارات من الرجال. 3
في المقابل وجدت دراسة بريطانية استمرت نحو 10 سنوات من 2005 لـ2015، أن معدل الحوادث المرورية المميتة للذكور يمثل الضعف بالنسبة للحوادث المرورية المميتة للإناث. 3
وبشكل عام وجدت العديد من الدراسات أن الرجال أكثر ارتكابًا للحوادث المرورية من النساء. ويُحاجج البعض بأن ذلك سببه أن نسب الرجال الذين يقودون السيارات أكثر بنحو الضعف من النساء اللواتي يقدن السيارات، الأمر الذي يعتقد البعض أنه يؤثر على منهجية الدراسات التي تعقد مقارنات بهذا الشكل. 4
سبق أن نشر صحيح العراق مادة عن توضح أبرز الفروقات التي وجدتها أبرز الدراسات عن قيادة النساء وقيادة الرجال للسيارات، يمكنك الاطلاع عليها في التعليقات تحت رقم 5
تداول صحفيون ينشطون في شمال وشرق سوريا، وحسابات داعمة للإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، على منصتي فيسبوك وإكس تويتر سابقاً، اليوم الخميس، صورة بيانٍ منسوبٍ لـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، يتطرق إلى ما وصفه بـالحملة الهمجية التي تشنها مليشيات على العشائر العربية في دير الزور.
لكن صحفيين شككوا في صحة البيان، وأبرزوا بياناً آخر للائتلاف، منشور في نفس التاريخ، ويختلف في كثير من تفاصيله عن البيان المزعوم.
تحرى فريق الحقيقة، عبر البحث في منصة فيسبوك، والعودة إلى الحسابات الرسمية للائتلاف ليتبين أن الائتلاف نشر بياناً دان فيه ما وصفه بـالتصعيد الخطير من قبل نظام الأسد الإرهابي، وروسيا على مناطق جبل الزاوية وريف حلب الغربي، إضافة إلى تصعيد مماثل من قبل ميليشيا الإرهابية بمساندة نظام الإرهاب روسيا على مناطق في ريفي الباب، ومنبج في محافظة حلب وهذا يختلف من حيث المضمون مع البيان الآخر المزعوم.
وأشار البيان المزعوم إلى أن الائتلاف يدعم قبيلة العكيدات، وينتقد موقف شيوخ العشائر الذين منعوا أبنائهم من الانضمام إلى المعركة، ويذكر البيان اسم الشيخ حاجم البشير شيخ قبيلة البكارة. وهو ما لم يرد في البيان الأصلي على حسابات الائتلاف.
يصف البيان المزعوم قوات سوريا الديمقراطية بـعصابات قسد الكردية الانفصالية وهو ما لم يرد في البيان على حسابات الائتلاف.
يرد في البيان المزعوم أن الائتلاف يثني على التسهيلات التي قدمها حلفاؤهم الأتراك لفتح الجبهات، وهو ما لم يرد في البيان الأصلي.
وأظهر البحث صورة للبيان المزعوم نشرت دون نصه، في حين نشر الائتلاف نص البيان مع صورة له على حساباته.
نشر الصحفي محمد محمود بشار، البيان المزعوم، مرفقاً مع منشور، انتقد فيه المجلس الوطني الكردي، لكنه حذفه بعد ساعات من نشره.
في النتيجة:
ـ البيان الذي تداوله صحفيون، وحسابات وهمية، مزيف، وثمة نسخة أخرى أصلية لبيان الإئتلاف.
ـ أظهر البحث أن بعض الصحفيين انتبهوا إلى عدم صحة البيان، لذا قاموا بحذفه بعد نشره .
ـ فيما بدا أن حسابات وهمية داعمة لقوات سوريا الديمقراطية، نشرت الصورةالبيان، بشكل متعمد، ما يعد تضليلاً ممنهجاً.