مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لعدة أشخاص في سيارة من نوع بيك اب في أحد الجبال، قالوا أنهم عناصر الحكومة يقومون برمي جثث السوريين في الوديان والجبال.
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو كلمة مصورة للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع الجولاني، يطالب خلالها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعدم التدخل في الشؤون السورية، ومنع قوات الحشد الشعبي من الدخول إلى سوريا، بالتزامن مع أحدث الساحل.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع يعود إلى كانون الأول ديسمبر 2024، أي قبل سقوط نظام بشار الأسد على يد قوات هيئة تحرير الشام، وحينها وجه الجولاني رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي طالب فيها بمنع الحشد من التدخل في سوريا.
ويعود الفيديو تحديدًا إلى يوم ٥ كانون الأول ديسمبر 2024، حيث ظهر زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وهو يستمع فيها إلى خطاب لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثناء حديثه عن الأوضاع في سوريا خلال جلسة للبرلمان.
وفي النسخة الكاملة من الفيديو، قال ما نصه1: ونحن نستمع لكلمة محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، رأينا أن الكثير من المخاوف أو الأوهام التي يظن بها البعض من الساسة العراقيين، على أن ما يجري في سوريا سيمتد إلى العراق. أنا أقول جازمًا أنّ هذا الأمر خاطئ مئة بالمئة، كما نجح العراق والسيد السوداني أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة، نشد على يده أيضًا أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا
وأضاف الجولاني، في سوريا، هناك شعب ثار على هذا النظام المجرم، والآن يقوم بواجبه بالدفاع عن نفسه واسترداد حقوقه من هذا النظام الذي قتل الأطفال والنساء وعذبهم. ليست الثورة معنية بما يجري في العراق، على العكس تطمح بأن يكون هناك علاقات استراتيجية اقتصادية وسياسية وأواصر اجتماعية، نعززها ما بعد سوريا الجديدة بإذن الله تعالى بعد زوال هذا النظام المجرم. نرجو ونأمل من الساسة العراقيين وعلى رأسهم السيد محمد شياع السوداني أن ينأى بالعراق عن الدخول في مثل هذه المهاترات، وأن يقوم بواجبه بمنع إرسال الحشد وتدخله في الوقوف مع هذا النظام الزائل.
وبعد 3 أيام من هذه الرسالة، في 8 كانون الأول ديسمبر 2024، أعلن من وسط دمشق، سقوط نظام بشار الأسد، حيث سيطر مقاتلو فصائل المعارضة بقيادة الجولاني، على التلفزيون الرسمي السوري، وأعلن سقوط نظام بشار الأسد.2
وفي 29 كانون الثاني يناير 2025، تقرر تسمية أبو محمد الجولاني الشرع، رئيسًا لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بعد اجتماع ترأسه في قصر الشعب في دمشق ضم الفصائل العسكرية والثورية، كما تقرر إلغاء العمل بدستور سنة 2012، فضلًا عن حل حزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس الشعب والجيش والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد.3
وفي الأيام الأخيرة الماضية، شهدت سوريا أحداث دامية في مناطق الساحل، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتكاب مجازر ضد العلويين وهم الطائفية التي ينتمي لها الرئيس السابق بشار الأسد على يد قوات الشرع، كما وثقت مشاهد فيديو مقتل نساء وأطفال، الأمر الذي أثار تفاعلًا واسعًا واهتمامًا في الداخل العراقي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تخلله ضخ كم هائل من المحتوى المضلل، ومنه هذا الفيديو للجولاني، والذي يعود إلى ما قبل سقوط نظام الأسد.4
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مزرعة دواجن غمرتها المياه بشكل كارثي، بالتزامن مع موجة الأمطار الشديدة، وأوحت بأن الصورة من أحد المدن العراقية التي غرقت إثر الموجة، فيما تداولتها بعض الحسابات مع تعليقات اعتبرت غرق الدجاج عقابًا إلهيًا بحق من رفع الأسعار قبل رمضان.
الحقائق
الصورة مضللة، إذ أنّها تعود إلى عام 2021، وسبق أن نشرت في مناسبات سابقة ونسبت إلى دول عدة، وليست مرتبطة بالفيضانات التي تسببت بها الأمطار الأخيرة في العراق.
ويظهر البحث العكسي أنّ الصورة تعود إلى نيسان أبريل عام 2021، حين وقعت فيضانات في منطقة كوتشابامبا الاستوائية في بوليفيا، إذ تداولتها حسابات وصفحات بوليفية آنذاك.1
وأدت الأمطار حينها أضرار كبيرة ومحاصرة الكثير من العوائل، فضلاً عن غرق 8 آلاف دجاجة مزرعة، وتدمير محاصيل الطماطم والبطيخ والبصل والفلفل واليانسون.2
بعدها انتشرت الصورة بشكل واسع عبر مواقع التواصل ونسبت إلى الكثير من المناطق والمدن حول العالم، بما فيها ولايات في الهند ومدن في غانا، والعراق مؤخرًا.3
وجاء تداول الصورة المضللة بالتزامن مع غرق الكثير من المناطق والمدن العراقية إثر موجة الأمطار الشديدة الأخيرة، بما فيها شوارع الأحياء الرئيسية والكبرى والأزقة الراقية في العاصمة بغداد، ما أعاد إلى الواجهة أزمة الفشل الحكومي المرتبط بالخدمات الأساسية والبنى التحتية.4