مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت وكالات إخبارية وحسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة شاب، قالت إنّه أول شهيد عراقي ضمن صفوف حزب الله اللبناني، ويدعى محمد قاسم الغزي.
الحقائق
الصورة مفبركة، إذ خضعت للتلاعب باستخدام أحد البرامج بإضافة صورة وجه إلى على صورة سابقة نشرها حزب الله لأحد المقاتلين الذين سقطوا في المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أشهر.
ويظهر بالبحث العكسي والتدقيق، أنّ الصورة الأصلية نشرت في حزيران يونيو الماضي من قبل حزب الله، وتعود إلى مقاتل في صفوف الحزب يدعى جهاد أحمد حايك حيدر، وهو من مواليد 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، أي أنّها ليست لـ شهيد من العراق.1
وخضعت الصورة للتلاعب، حيث جرى تغيير ملامح الوجه في الصورة الأصلية لتبدو صورة جديدة لمقاتل آخر ثم نشرها مع اسم وهمي في ظل الأحداث المتسارعة والحديث الذي يدور عن توجه مجاميع عراقية للقتال جنوب لبنان.
وبالعودة إلى المواقع التابعة لحزب الله اللبناني، نجد أنّ الحزب لم يعلن عن سقوط مقاتل ضمن صفوفه، يدعى محمد قاسم الغزي، كما لم نجد أي أثرًا لهذا الاسم في أرشيف المقاتلين الذي نعاهم الحزب.2
تأكدت خلال الساعات القليلة الماضية المعلومات التي تسربت عن اعتقال الضابط عمر نزار من قبل السلطات السعودية، أثناء تواجده لأداء مناسك العمرة زيارة المسجد النبوي خلال الأيام القليلة الماضية، دون تعليق رسمي حتى الآن، فيما تشير معلومات جديدة إلى أنّ شخصيات أمنية ودبلوماسية عراقية رفيعة تحاول إيجاد حل سريع للقضية لضمان الإفراج عن نزار.
وظهر عمر نزار، الضابط برتبة مقدم، والذي اشتهر على نطاق واسع محملاً باتهامات عن ارتكاب أعمال عنف وتعذيب وانتهاكات، بعد أقل من شهرين من الكشف عن إسقاط حكم بالسجن المؤبد صدر بحقه عن محكمة التمييز الاتحادية، ليعود إلى عمله، ويشغل مهمة رفيعة في مكتب ثامر الحسيني المعروف أبو تراب، قائد قوات الرد السريع، أهم صنوف قوات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية.
صحيح العراق تتبع رحلة عمر نزار إلى السعودية، وحصل على تفاصيل خاصة عن القضية التي أدت إلى اعتقاله هناك، ومعلومات من جهات رفيعة في وزارة الداخلية تشير إلى وساطة رفيعة للإفراج عن نزار الذي كان من المقرر أنّ ينخرط قريبًا في دورة عسكرية رفيعة في مصر، تمهيدًا لترقية.
غادر بالتزامن مع اغتيال نصر الله
منذ إطلاق سراحه في آب أغسطس الماضي، استأنف الضابط عمر نزار نشاطه عبر حساب على منصة تيك توك باسم 579، بمشاركة مقاطع مصورة وصورًا، كان من بينها فيديو نشره يوم الجمعة 27 أيلول سبتمبر الماضي، إذ ظهر على متن رحلة للخطوط الجوية العراقية رفقة صديقه المحامي إسماعيل راشد، وعلق مشيرًا إلى أنّ الرحلة متوجهة إلى المدينة لزيارة مسجد الرسول محمد.1
تزامنت رحلة عمر نزار مع اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بغارة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت2.
بث مباشر حذفه لاحقًا
وفي اليوم التالي 28 أيلول سبتمبر، نشر نزار صورة له برفقة صديقه المحامي أيضًا من أمام المسجد النبوي، ما يؤكّد وصله إلى الأراضي السعودية.3
وواصل نزار بعدها نشر مقاطع مصورة خلال أداء مناسك العمرة، وبث مشاهد مباشرة حذفها لاحقًا، إذ ظهر قبل ستة أيام عند الكعبة وهو يردد دعاءً لنصرة حزب الله4، ثم ظهر في بث آخر ما يزال منشورًا على حسابه، حين كان يؤدي الطواف ويدعو لـ نصرة المجاهدين في فلسطين ولبنان، ويدعو بالرحمة لأمين عام الحزب حسن نصر الله.5
قوة اقتادته من الفندق
مساء الأحد الماضي 6 تشرين الأول أكتوبر، داهمت قوة أمنية سعودية محل إقامة نزار في فندق قرب الحرم المكي، واقتادته إلى منطقة الحرم للتحقيق بشأن المقاطع التي بثها أثناء مناسك العمرة، بحسب ما أفاد صديقه المحامي إسماعيل الراشد6.
قال الراشد، إنّ الضابط عمر نزار خضع للتحقيق بشكل أولي روتيني وكانت السلطات متعاونة، ثم أحيلت أوراقه من جهة أمن الحرم إلى مركز الشرطة المركزية، وظل هناك إلى صباح يوم الإثنين الماضي، حين بدأت القضية تأخذ طابعًا أشد تعقيدًا.
القضية عند أمن الدولة
لم تسمح الشرطة للمحامي بمقابلة نزار، وأبلغ أنّ الأخير يخضع لـ تحقيق سري، قبل أنّ تقرر رفع قضيته إلى أمن الدولة، إذ من المرجح أنّ يواجه عقوبة عن المقاطع التي بثها أثناء مناسك العمرة، باعتبارها مخالفة تمس الأمن.
تدخل عراقي رفيع
صحيح العراق قاطع هذه المعلومات مع مسؤول واثنين من الضباط في وزارة الداخلية، وعلم أنّ الوزير عبد الأمير الشمري تدخل بنفسه من أجل الإفراج عن الضابط عمر نزار، بعد التحقق من اعتقاله من قبل السلطات السعودية.
وتحرك الشمري، عبر اتصالات مع السفارة العراقية في الرياض، وجهات أمنية سعودية، من أجل ضمان حلّ سريع لقضية الضابط نزار، بحسب المسؤول الذي رجح أنّ يطلق سراح الضابط خلال وقت قصير. ولم تصدر وزارة الداخلية أي تعليق رسمي على القضية حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
دورة عسكرية في مصر وترقية
يشغل عمر نزار منصب آمر فوج التدريب ضمن قوات الرد السريع، ويعمل منذ إطلاق سراحه ضمن مكتب القائد ثامر الحسيني أبو تراب. ويقول ضابط زميل تحدث إليه صحيح العراق، إنّ عمر نزار وبعد إطلاق سراحه عاد لممارسة عمله في قوات الرد السريع ويحظى بعناية كبيرة، وكان يستعد بعد عودته من العمرة للسفر إلى مصر للانخراط في دورة عسكرية خاصة بضباط الأركان، تمهيدًا لترقيته إلى رتبة مقدم ركن.
في آب أغسطس الماضي، قررت محكمة التمييز الاتحادية الإفراج عن الضابط في قوات التدخل السريع عمر نزار، بعد إدانته بقضية قتل المتظاهرين على جسر الزيتون في الناصرية، وإصدار حكم بالسجن المؤبد بحقه.7
وأظهرت وثيقة رسمية أنّ محكمة التمييز وجهت بإغلاق التحقيق ونقض كافة القرارات الصادرة في الدعوى ضد عمر نزار، وإلغاء التهمة الموجهة ضد الضابط والإفراج عنه.
فيما أكد مسؤول أمني، إطلاق سراح القائد الذي جرت محاكمته بشأن مقتل نحو عشرين متظاهرًا وإصابة حوالى 190 آخرين في 28 تشرين الثاني نوفمبر 2019.
وكانت محكمة الجنايات في محافظة ذي قار قد أدانت نزار، في حزيران يونيو 2023 بتهمة إصدار الأمر . بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين على جسر الزيتون في الناصرية، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى، وفقا لقرار محكمة الاستئناف الاتحادية التي برأت الضابط المدان.
نشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمقتدى الصدر مع خبر يزعم: مقتدى الصدر يرتدي الكفن الأبيض ويعلن أستعداده هو وكافة الفصائل المسلحة للتوجة لمساندة حـ.ـرْب الله.
هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، مطلعين بيان على قانون الإجراءات الجنائية . أنا بسألكم بقى فين حقوق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني اللي دايمًا ألسنتكم بتخرص أمام ما يجري
مصطفى بكري عضو مجلس النواب برنامج حقائق وأسرار قناة صدى البلد
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مع تعليق: مقتدى الصدر يعلن ارتداء الكفن الأبيض، في إشارة إلى تحرك جديد لزعيم التيار بالتزامن مع تطورات الأحداث في العراق، واحتمالات توسع الحرب لتشمل العراق.
الحقائق
الصورة مضللة، إذ أنّها تعود إلى عام 2016 أثناء احتجاجات شهدها العراق خلال فترة حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، كما أنّ الصدر لم يقرر اتخاذ أي خطوة من هذا النوع إثر الأحداث في المنطقة.
ويظهر البحث العكس عن الصورة، أنها تعود إلى 13 آذار مارس 2016، حين ظهر الصدر في كلمة ألقاها بالتزامن تظاهرات خرجت للمطالبة بإصلاحات حكومية وخطوات لمواجهة الفساد.1
ويعبر الصدر عن مواقفه وقراراته عبر حسابه في منصة إكس تويتر سابقًا، ونجد بالمراجعة أنّ زعيم التيار الصدري لم ينشر أي شيء عن لبس الكفن، أو الاستعداد للحرب، وكان آخر ما نشره مقالة تدين العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان واليمن.2
كما أنّ صفحة وزير القائد، صالح محمد العراقي، المنصة المعتمدة الثانية للصدر، لم تشارك أي صورة أو تغريدة حول الاستعدادات للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل أو ارتداء الكفن أيضًا، والأمر ذاته ينطبق على الصفحة الرسمية لحركة سرايا السلام، الذراع المسلح التابع للصدر.3
يأتي تداول الصورة المضللة بالتزامن مع ذكرى مرور عام على اندلاع الأحداث في غزة بعملية الطوفان، في تشرين الأول أكتوبر 2023، إذ شنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعدها حربًا امتدت إلى لبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.4
قال خلال برنامج ساعة سحر الذي يعرض على قناة الشرقية دقيقة: 8، إنّ الطائرة المسيرة التي أطلقت من العراق من قبل فصائل المقاومة قبل يومين تقريبًا قتلت 8 وجرحت 26 الإذاعة الإسرائيلية هي من أعطت الأرقام.
الحقائق
التصريح مضلل، إذ زعم الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده وإصابة 24 آخرين بانفجار طائرة مسيرة أطلقت من العراق، فيما نفت الفصائل المسلحة المنخرطة بالعمليات ضد الاحتلال صلتها بالعملية التي أعلنها جيش الاحتلال من الأساس.
ونقلت صحف إسرائيلية، عن الجيش الإسرائيلي بيان، أعلن فيه، إطلاق طائرتين بدون طيار من العراق باتجاه شمال إسرائيل، تم اعتراض إحداهما، بينما انفجرت الأخرى في قاعدة في مرتفعات الجولان، مما أسفر عن مقتل الرقيب دانييل أفيف حاييم سوفير والعريف تال درور وإصابة 24 جنديًا آخرين.1
و ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، أنّ الضربة انطلقت من العراق وأصابت قاعدة في مرتفعات الجولان المحتلة، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين.2
إلا أن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء كاظم الفرطوسي نفى صلة فصائل المنخرطة في حركة المقاومة الإسلامية في العراق بالعملية3، وقال إنّ المقاومة لم تعلن عن تنفيذ عملية الجولان التي أدت لمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 24 آخرين، ولم تتبن المسؤولية عنها كما تردد.
كما نقل تقرير صحفي أنّ الفصائل الأساسية الثلاثة ضمن الحركة كتائب حزب الله، النجباء، كتائب سيد الشهداء، نفت صلتها بالعملية، بل وترجح أنّها مفبركة، أو أن فصيلاً مسلحاً آخر، غير الفصائل الثلاثة المعروفة، نفذ العملية من خارج الأراضي العراقية.
وجاءت مواقف الفصائل في سياق اعتقاد أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي صدرت هذه المعلومات في سياق بناء سردية ذريعة للهجوم على العراق لاحقًا، ويقول مسؤولون عراقيون إنّ مزاعم إسرائيل هذه تقلل أيضًا من أهمية المقاومة الشرسة التي تواجهها القوات الإسرائيلية من جانب حزب الله أثناء غزو إسرائيل لجنوب لبنان.3
وتتبع صحيح العراق بيانات المقاومة الإسلامية في العراق في اليوم الذي أعلنت فيه إسرائيل مقتل الجنديين، وهو يوم 4 تشرين الأول أكتوبر، ووجدنا أن الحركة نشرت بيانًا عن مهاجمة 3 أهداف بعمليات منفصلة في الجولان وطبريا، كما نشرت مقطعًا مصورًا يوثق لحظة إطلاق 3 طائرات مسيرة.4